شعوبٌ على رفات شعب..
وأمتي فيها ألف شعب..
للعدى نحن شتّان..
وإليهم نحن فُتات شعب..
لأننا ننسى أن في الصباح
أنوثةٌ ..
يتمايل مسكها على أكفّ النسيم..
وسعفٌ
تكشف بسنتيمترين عن صدر النخيل..
وشفاهٌ غمارٌ بين شدقيّ قمرٍ غاسقٍ..
يقظة
فقدت نعمة النعاس...
لأنّ صباحنا أنثى حافية النهدين...
يتسابق المطر الآسن إلى مخادعهما..
ويخلع عنهما شراشفُ السديم....
لأن صباحنا أنثى بلهاء..
دلفت وهاد الذئاب عاريةً...
خلعت تقاسيم الخجل...
وتسربلت في ملامحها عفويّة الرياح..
لأنّ فستان الليل الضيّق
الذي يكشف عن أخدود ظهرها الشرقي..
وعقد اللؤلؤ المصلوب على عنقها
لا يليقان بتضاريسٍ الضحى...
لأن قدّ الكرمل الساحل كتلابيبٍ متعبة لشمسٍ أخيرة...
كنجم أحمرٍ ناضجٍ تغذى على هرطقات الهواة...
يثير جماحاً للحيارى..
فيتساءلون
بأي أعراسك يتبلون الضيم..
وبأي ضيمٍ يتبلون العرس
بلادي..
أنثى مغريةٌ أنت
لم تحتشم..
واقتلعت من ذاكرة الحواس
مشهداً لجنازةٍ في ناصيتها إصبعين شامخين
وفي محرابها..
كفنٌ لهنيمة حقٍ ذابلة..
وجثةٌ للإنسانية..
مشهدٌ أقضّ
مضجع ليلتنا القمراء..
الساجية..
بلادي يا أيتها الأنثى ..
يا صيادةً للهوى أنت...
ما عاد الحب يُمضغ...
وبات البحر يشكو
لسعات الغوى
وحسيس الظمأ...
فاعتزلي الصيد أو...
اصطادي الاعتزال إليك..
يرونك امرأةً يا بلادي..
يرونك امرأة!
تسوقهم الشهوةُ إليك..
ويغتصبونك عنوةً
غريبٌ
كيف تجهل آلامَك نسائُهم
قد
سمعتهن خلف الجدار الكبير...
يهززن رؤوسهن كما النجوم تمور..
ويتحدّثن عنك.. ويصفنك بالزانية...
ومُتمتمات كالفحيح تتمختر من أفواههن..
مبتهجات برحلة الفراش التي خاضها ذكورهن وذكوراتهن..
وبضربٍ من النصر فيها..
يجهلن أن ما من جفنٍ للمساء
قد يطبق على جفنٍ للبكور...
يجهلن أن من خلف وجه القمر حدّادٌ للحبّ
يصنع اللعنة...
انتظرن اللعنة يا نساءً من سقمهن وكيدهن وحقدهن ..
عافت بكارتهن المطارح وتشدّقت في قوافل الرحيل..
يا أيتها العاريات من شرفٍ!
يا من يتفرسن في وجه القمر...
ولا يراودهن الخجل...
لن تَجْبِل نهودكنّ العرجاء..
رجالاً ولا أنصافاً
فالثدي القزل..
لا يثري إلا بحليب البقر...
نحن أبناء السفر..
نحن أبناء الكد والكدح والسهر!
لم نمتط قنطرة الرحيل
قبل أن ننسكب في أقداح الرّدى...
وقبل أن نناور فيها مكعبات الذل...
نحن من إن مات منّا يموت مرتين..
أو أكثر..
عند هضبة الجولان..
في كنف دمعة تؤوه على شدق أمٍ
أضرم الدهر في مسرحها اللوعة
لابنٍ غاب عن المشهد!
في الشام هناك أموت على حدود المهجر..
ذكرياتٌ خلفي تلاحقني..
وذكري أمامي سوف تلاحقني...
وغيهبٌ في القبر..
يمارس عليّ سياسة التوطين...
أموت أنا على المعبر..
وفي كأس المدامة أدوخ..
ويراقصني الهُدام...
في ترنحات الزيد..
وعلى الدفتر..
ومن المداد..
أسكر..
وأضيع بين
لكماته الكهروشاعرية..
وتسابقني لحاظ الموت..
وكلّما ربحتها...
أخسر...
أموت أنا في فصل المزيج...
عندما يتراشق الخريفُ في الطفولة..
فلا تدري براعمنا...
أهي طفلٌ رجلا أم رجلٌ طفلا...
وتتصاعد مع الدخان
أناتُ الربيع الأخيرة...
كلنا نفنا...
لكن
ليس من قشع المنية مرّةً كالذي
يعيش مع الموت في زوبعة...
حتى أضحى يخشى الحياة كما المنون...
من يخدم الألم في الحانات..
ليس كمن شرب الوجع مرةً...
**
من يفهمك غيري يا بلادي..
فأنت وليلى ووحدتي الأزلية
ومدادٌ حائرٌ يتيم..
يمتطي ذوامل القدر...
ويُسكب لأن يُسكب....
رواية غليان منسية.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق