الجمعة، أبريل 24، 2009

رسالة مقاوم

يلومني
ويقول أن في فكري خلل..
ويلومني..
ويقول أن في وطأتي قزل..
ويلومني..
ويقول أن الحطب ما لبث أن جف حتى استوطنه البلل..
ويلومني
لأني أطمح أن أطل يوماً كالبابا
على أحلامٍ حجت لشباكي..
أروي شفا شطآنها بالصلاة
للأملِ..
وأغفر ذنوب المنون بالتضرع
للسماح..
قد رافقتني المنايا منذ الأزلِ
في محياها يتشدق الخجل..
تقضم مني ما استطاعت..
وأعطيها مني بلا وجل..
أيا مشايعتي الوحيدة
ما فتأتُ
أن ولدتُ
حتى باغتِّني بالأجل..؟
نحن عشاق الحياة لا يريبنا الردى
إنما فيه الجزع لطلاب الموت
وما هم بناشديه لأنفسهم
إنما تملصاً من سعيرٍ
في ثناياي اشتعل..
يصلون للنحر كل نيفٍ
أن يباغتني..
فيأتيني ويتركهم..
هم لا يدرون أن في الموت بجل..

أيا عربيٌ…
أيا عربيٌ كيف تلومني ومنك
رضعت الكرامة..
ومنك اقتت الأمل..؟
أأنا بريت من طينٍ
وهم جُبِلوا من عسل؟

أيا عربيٌ
كيف تلومني..
والقمر بعد أن قبّلوه محبةً
راح اغتسل..

أيا عربيٌ
كيف تلومني
والجبل حين رآني صدياناً
ستون صيفاً..
ما نبس، بل انحنى..
ثم ارتجل
فيّ القريض والغزل:

قال لي كيف أصفك؟..
قلت ممازحاً: قل إني جبل..
قال والله إن الجبال ما كانت صمدت
وإنّ أيوب ما كان احتمل..

قلت: أجل؟؟

قال:
وإن الزهر على صدري لشاهدٌ
أنه من دون رؤياك ما كان بقل..

قلت: أخجلتني..

قال إن الحياء من الدنيا انقرض
إلا في تضاريسك ينبت الخجل..

قلت: كفى..

قال لو بقيت ستين قرناً أغازلك
ما صدني ملل وما اعتراني كلل..


**
فيا عربيٌ
يا عربيٌ لا تلمني..
فالدمعةُ بالدمعةِ والآه بالآهةِ
والوهن رحل..والماضي أفل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق